ورأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة أنّ «شعب المقاومة اليوم يحتضنها أكثر من أي وقت مضى»، مشيراً إلى أنّ العدوان الإسرائيلي الأخير دفع «العديد من اللبنانيين ممن كانوا على الحياد، إلى إعادة النظر بموقفهم تجاه المقاومة، وإلى اعتبار أن إضعافها هو إضعاف لكل لبنان، وأن إسرائيل ستبتلع لبنان».
وخلال لقاء سياسي في بلدة عين السودا – غرب بعلبك، شدد المقداد على أن «هذه الهجمة على لبنان وبيئة المقاومة التي هي جزء أساسي منه، لا بدّ من التوقف أمام عدة أمور، وأولها غياب الاهتمام الرسمي بشكل فاضح على ما يجري بحق المدنيين، وهذا أمر مُعيب، وبالخصوص أولئك العائدين إلى قراهم المهدّمة».
وانتقد أداء وزير الخارجية، يوسف رجّي، قائلاً: «أجرى جولة بالأمس على القرى الحدودية ولم يذكر بتصريحه خلال الجولة كلمة واحدة حول الاعتداءات الإسرائيلية، ولم تخرج من فمه كلمة حول الجرائم الوحشية الإسرائيلية، ولا عن خمسة آلاف شهيد قاتلوا واستشهدوا في القرى الأمامية، ومنعوا الاحتلال أن يدخل إلى الأراضي اللبنانية. للأسف إن المسؤولين الذين يتبوأون المناصب الحكومية ليسوا على قدر المسؤولية».
وحول قرار حاكم مصرف لبنان وقرار وزير العدل اعتبر أنه «بدل أن تصدر قرارات تحمي الناس، يصدر حاكم المصرف قراراً بمنع التحويلات المالية عن بعض المواطنين، ويمنع وزير العدل الكتّاب العدل من إجراء معاملات لأشخاص تطالهم عقوبات أميركية»، مؤكداً أن «هذا كله نضعه في خانة الاعتداء على المقاومة وبيئة المقاومة».
وسأل: «أين السيادة إذا كنا نحن كلبنانيين قد طبقنا العقوبات والقانون الأميركي على الأرض اللبنانية؟ هل نحن فعلًا بلد مستقل ويتمتع بسيادة؟».
وجدد المقداد التأكيد على أن المقاومة لن تدخل «في سجالات ولا في صراعات داخلية، ونحن من يدعو إلى منع أي صدام داخلي أو أي فتنة داخلية من خلال سكوتنا على هذه التصرفات، ومن خلال التعامل مع شركائنا في الوطن بكل محبة وإخلاص»، مشدداً على أن «الشريك في الوطن يجب أن يكون مخلصاً لبلده، نحن من حمينا ودافعنا عن هذا الوطن، ونحن من جعلنا في هذا البلد أن يكون هناك مجلس نواب ورئاسة جمهورية وحكومات، لأنه لو أن إسرائيل بقيت في لبنان منذ عام 1982 إلى اليوم لما كان هناك لبنان».
وأشار إلى أنّ «الجيش اللبناني هو آخر من دخل إلى الجنوب بعد التحرير، والولايات المتحدة لا تقدّم له السلاح إلا ليُستخدم في الداخل ضد المقاومة، لا ضد إسرائيل، وهذا ما صرّح به الأميركيون أنفسهم. هم شركاء في هذه الحرب».
وفي ما يتعلق بمنع الدولة الأهالي من ترميم بيوتهم بحجة عدم وجود رخص بناء، قال المقداد: «الدولة تمتنع عن المساعدة في الإعمار ولا تقوم بأية خطوات من شأنها المباشرة بإعادة الإعمار، وهذا لم يحدث في أي دولة في العالم. نحن نعرف أن هناك ضغوطات على الحكومة أميركية وإسرائيلية وخليجية بأنه ممنوع المساعدات للإعمار مقابل تسليم سلاح المقاومة، فإذا أرادت الحكومة الاستمرار في الرضوخ لهذه الضغوطات بانتظار الإذن الأميركي سوف تنتظر طويلًا، ولكن نحن لن ننتظر طويلًا حتى نباشر بالإعمار، وهذا قرارنا».

